احدث المواضيع
recent

تأسيس الدولة العثمانية واسباب وسقوطها

إنفصل الإمبراطور عثمان بن أرطغرل عن الدولة السلجوقية في عام 1299م، ثمّ أعلن تأسيس الدولة العثمانية التي امتدت على مساحات شاسعة ضمن ثلاث قارة أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، وقد استمرّ حكمها لحوالي ستة قرون، إلى أن انهارت في عام 1924م على يد مصطفى كمال أتاتورك، الذي أسّس الدولة التركية الحديثة، وفي هذا المقال سنعرفكم على أسباب سقوط الدولة العثمانية.


أسباب سقوط الدولة العثمانية.
على الرغم من القوة والنفوذ والتوسع الكبير الذي شهدته الدولة العثمانيّة إلا أنّها انتهت، ويمكن تلخيص الأسباب وراء سقوطها بسنة الله في الشعوب، وهي أنّ مخالفة أمر الله تؤدي إلى الضعف والهوان في الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى: (ذلك بأنّ الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). (الأنفال:53) فالدولة العثمانيّة بدأت صغيرة، ولمّا كان السلاطين يخافون الله وينتهجون نهج نبيه عليه السلام، أيدّهم الله، ومكنّهم في الأرض، ولكنّ السلاطين اللاحقين تخلوا عن هذا المنهج فحرمهم الله توفيقه

توارث المناصب العلمية
أصبحت المناصب العلمية كالفتوى، والتدريس، والإمامة، والقضاء، وغيرها، تصل إلى الأشخاص بالوراثة، مثلها مثل الأموال والمتاع، والبيوت، وغيرها من الأملاك التي يتركها الميّت، ممّا أدى إلى وصول أشخاص غير أكفاء إلى مناصب علمية مرموقة في الدولة، وبالتالي ساهم ذلك في انتشار الجهل.

تسلط العثمانيين على المناطق العربية
أهمل العثمانيون المناطق العربية، واهتموا ببناء القصور، والمدارس في تركيا، وقد وصل الإهمال التركي إلى المدارس العربية، فساد الجهل فيها، واتبعت الدولة العثمانية سياسة التتريك في المناطق العربية، ففرضت اللغة التركية، ممّا أدّى إلى إهمال اللغة العربية، مما دفع العرب إلى المطالبة بالتمتع بالمزيد من الحريات، والاستقلال الذاتي، فظهرت العديد من الحركات العربية التي تطالب بذلك، فجاء رد الدولة العثمانية عنيفاً، حيث قامت بإعدام زعماء هذه الحركات، بحجة الخيانة العظمى لتركيا.

تدخّل القادة العسكريين في شؤون الحكم السياسي
تمكّن بعض القادة العسكريين وخاصة قادة الجيش الانكشاري من السيطرة على بعض المناطق، ومدّ نفوذهم فيها، وذلك عن طريق التغلغل في نظام الحكم السياسي، والتدخّل شؤون الحكم، والعمل على إذكاء روح التمرد في صفوف الشعب، وقد وصل الأمر إلى عزل بعض السلاطين، وقتل آخرين منهم، ممّا أدّى إلى إضعاف الدولة.

ترك العمل بأحكام الدين الإسلامي
يعتبر الالتزام بالدين الإسلامي من أهم العوامل التي ساهمت في اتساع رقعة الدولة العثمانية، وزيادة نفوذها في بداية حكمها، وقد ضعف اهتمام الدولة العثمانية في أواخر عهدها بأحكام الدين، ممّا سرع في تفككها وانهيارها.

ظهور الفرق الدينية المنحرفة
انتشرت العديد من الفرق الدينية الظالة في أواخر الدولة العثمانية مثل الصوفية، والدرزية، والشيعية، وغيرها من الفرق التي زرعها الأعداء في داخل الدولة العثمانية، بهدف نشر الفتن، والمفاهيم الخاطئة، التي تؤدّي إلى إضعاف الدولة، وتسهيل سقوطها

مظاهرسقوط الدولة العثمانيّة:
* الحكم بغير ما أمر الله، فيفترض بالمؤمن الحكم بما جاء في كتاب الله وسنة نبيّه، ولكنّ الدولة العثمانيّة وتحت ضغوط غربية أقامت دستوراً للحكم فيه مخالفة.
* انغماس السلاطين بالملذات، وترف الحياة، والشموخ، والاستعلاء في الأرض، فلم يعودوا يقودون الجيوش، بل سملوها لأمراء غير كفء، وتزوجوا من الأجنبيات اللواتي بدأن التلاعب بمشاعرهم لصالح دولهن الأصليّة.
* التبلد الروحي، فما عاد هناك من ينهى عن المنكر، ويأمر بالمعروف، فانتشرت الفتن، وانتهكت الأعراض، ونهبت الأموال، ممّا أجج العداوة والبغضاء بين الناس. * مخالفة أمر الله بالولاء للمؤمنين والبراء من المشركين، فقد انبهرت الدولة العثمانية بدول الغرب، وأنشأت معها التحالفات، واستدانت منها الأموال، وشاركتها في الحرب العالميّة الثانيّة بغير الهدف الذي يشارك المسلمون به الحرب، فالمسملون يحاربون من أجل إعلاء اسم الله، قال تعالى :(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) (آل عمران28).
* الحروب الصليبيّة، فقد أصبحت الدولة العثمانية بعد ضعفها مطمعاً للدول الغربيّة فبدؤوا يتطاولون عليها، ويرسلون إليها الحملات العسكريّة للسيطرة عليها.
* اكتفاء السلاطين بالخراج من الدول المفتوحة، دون العمل على نشر الإسلام فيها بتوضيحه للناس وذكر مثالبه والدعوة إليه، ممّا جعل سكانها لا يسلمون، ولا يعطون ولائهم للعثمانيين.
* الامتيازات التي منحها السلاطين للدول الأجنبيّة، ولسكانها في الدولة الإسلاميّة، كإبرام اتفاقيّات تسمح للإيطاليين، والفرنسيين، والإنجليز الإبحار في قناة السويس دون ضرائب، وتحت حماية فرنسيّة، وبالرغم من أنّ هذا القرار كان بظّن السلاطين اتفاقية يمكن إلغاؤها متى أرادوا، ولكنّها أصبحت أشبه بالحق للدول الغربيّة خاصّة مع ضعف الدولة العثمانيّة.
احمد

احمد

مواضيع ذات صلة:

التعليقات
0 التعليقات
يتم التشغيل بواسطة Blogger.